الثلاثاء، 12 يناير 2010

الفكر السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وانعكاسه على التنمية السياسية

الملخص

تناولت هذه الدراسة العلاقة بين الفكر السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين والتنمية السياسية فيها. انطلقت الدراسة من الفرضية القائلة: إن حركة الجهاد تعمل على حشد الطاقات لقتال الإسرائيليين وطردهم من فلسطين جهادياً، ولا تركز على الحراك السياسي إلا بالقدر الذي يخدم هدف التحرير، وتلعب دوراً ضعيفاً في عملية التنمية السياسية ودوراً فاعلاً في مواجهة الاحتلال.

ناقشت الدراسة من خلال سبعة فصول الفكر السياسي للحركة لإثبات صحة ادعاء فرضياتها. شرحت في فصلها الأول المصطلحات والمفاهيم الضرورية الواردة فيها، ثم قامت في فصلها الثاني بسرد ملخص للفكر السياسي الفلسطيني منذ مطلع القرن الماضي وحتى نشأة الحركة، وذلك لتضع القارئ في السياق التاريخي والتداعيات التي دفعت مؤسسي الحركة لإنشائها.

ناقشت الدراسة في الفصل الثالث والرابع تفاصيل إنشاء الحركة منذ أن كانت أفكاراً تناقش بين النواة المؤسسين أثناء دراستهم في مصر، وكيف تحولت هذه الأفكار إلى واقع ملموس في غزة ثم الضفة الغربية، وكيف انطلقت بعملها المسلح وانخرطت بالانتفاضة الأولى لتصبح أحد الفاعلين والمؤثرين في الساحة الفلسطينية. تناول الفصل الرابع فكر الحركة ومبادئها ووسائلها لتحقيق الأهداف، وتبين أن مبادئ الحركة وأهدافها ووسائلها تنسجم انسجاماً كاملاً مع ادعاء الفرضيات، من حيث أنها تنطلق من الإسلام عقيدة وشريعة ونظام حياة في توحيد الأمة وأحرار العالم، من أجل تحرير فلسطين كاملة عن طريق الجهاد المسلح.

ثم ناقشت الدراسة في فصلها الخامس علاقة الحركة بالآخر الديني والسياسي. فقد تم تناول علاقة الحركة بالحركة الإسلامية بشكل عام، وجماعة الإخوان المسلمين وحركة (حماس) بشكل خاص، وتبين أن طبيعة هذه العلاقة جاءت مؤيدة لفرضيات الدراسة في رغبة الحركة بحشد الطاقات للتحرير جهادياً. ثم ناقشت علاقة الحركة بإيران وموقفها من الشيعة وتبين أن الحركة تربطها علاقة جيدة بإيران، وأنها تعتبر الشيعة مسلمين تم الاختلاف معهم في الرأي، هذه العلاقة جاءت أيضاً منسجمة مع فرضية الدراسة حول رغبة الحركة في حشد الطاقات للتحرير. في القسم الثالث من هذا الفصل تم تناول علاقة الحركة بمنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل المشكلة لها، ولم تخرج هذه العلاقة عن إطار هدف الحركة في تجميع القوى وحشد الطاقات للتحرير، فقد حافظت الحركة على علاقات ودية مع جميع الفصائل، ومع السلطة الفلسطينية رغم اختلافها العقائدي والسياسي معهما. تناول القسم الأخير من الفصل الخامس العلاقة مع الأنظمة العربية وكيف تطورت من تغليب الآيديلوجيا على السياسة إلى تغليب السياسة على الآيديولوجيا لحشد مزيد من الدعم والتأييد للعمل الجهادي.

تناول الفصل السادس برنامج الحركة التربوي وكيفية ربطها عملية الجهاد والتربية بعلاقة جدلية، وكيف قامت بزرع فكرة الجهاد وحب فلسطين من خلال الإيمان والتقرب إلى الله في سياق عملية الحشد التي تقوم بها الحركة للتحرير. وناقش الفصل أيضاً العلم والمعرفة في فكر الحركة، وأبرز اهتمام الحركة بالعلم كأداة للتغيير. ثم تعرض لموقف الحركة من المرأة الذي جاء متماشياً مع عملية الحشد في مطالبته للمرأة بأخذ دورها في الجهاد والعمل من أجل التحرير.

تحدث الفصل الأخير عن رؤية الحركة للصراع وكيف اعتبرته صراعاً حضارياً شاملاً له جوانبه العقائدية والثقافية والسياسية والإستراتيجية، وأن فلسطين هي مركز هذا الصدام مع الغرب والحركة الصهيونية، ولا يوجد بديل عن المقاومة والجهاد لإنهائه وحسمه لصالح المسلمين وإعادة الحقوق لأصحابها.

بعد هذا الاستعراض الشامل لفكر الحركة السياسي تم وضع الاستنتاجات التي ربطت بين فرضيات الدراسة وما جاء في فصولها لتبين كيف تم إثبات صحة الفرضيات من خلال العرض الذي قدمته هذه الفصول. وتم في نهاية هذه الدراسة التوصية بعدم إهمال الجوانب الذاتية التي تؤدي إلى التخلف السياسي وتقف عائقاً أمام التنمية السياسية لصالح الجانب الموضوعي المتمثل بالاحتلال، ودعت إلى العمل على الجانبين الذاتي والموضوعي في ذات الوقت لإحداث التنمية السياسية في فلسطين.

النص الكامل

http://www.najah.edu/modules/graduates/graduates.php?hint=2&id=568&l=ar

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق